الأنعام

الحقيقة ان نظام مبارك حول الشعب المصري الى مجموعة من الانعام,بمعنى ان حياة الانسان المصري تتلخص في دروس خصوصية ثم استمارة تنسيق يملاها وكلية يدخلها حسب قرار مكتب التنسيق وشغلانه يشتغلها حسب مزاج الدولة واللي موجود برضه وواحدة يتجوزها عشان يتكاثر وعشان بقاء النوع ليس اكثر لكـــــــــن في كام واحد مصري عايش عشان هدف او حاسس انه له رساله او مهموم بقضية معينة وحاسس ان هي سبب وجوده في الحياة مش الاسباب اللي فوق اللي قربتنا من الانعام اكثر منا بشرا

يعنى لما يكون في شاب مصري او مجموعة شباب فتحوا عيونهم في الحياه على قضية وطن ضائع قرروا يتبنوها ويتحملوا الاخطار اللي ممكن تواجههم في سبيل اظهار كلمة حق ورفع الظلم والفقر عن فئات من الشعب يمكن هما يكونوا مش منها اصلا وبصورة شخصية معندهمش اي مشاكل مع النظام بل يمكن يكونوا الي حد ما مستفيدين من التسيب الحاصل في البلد. حتى في الغالب الاشخاص اللي لهم هدف ما او طموح بيكون في النهاية شئ شخصي يعنى لما تقول انا عايز ابقي باحث او عالم او مخترع واعمل كذا وكذا برضه دا شئ شخصي في النهاية ومنافعه هتعود عليك اي هو مجد شخصي بالدرجة الأولى اللهم الا بعض محبي العلم للعلم ودول اعتقد مبقاش في منهم في مصر او تكفل جهاز الطرد المركزي بطردهم كلهم الى الخارج في السنوات الاخيرة وبعدين الطريف بقي انك تلاقي واحد طالع في التلفزيون يمصمص شفايفة ويتكلم عن (ندالة) و(خسه) الشباب المصري اللي بيتخرج من الكليات العملية زي طب وصيدلة وهندسه وبعدين يجري يفيد الدول الغربية ويشتغل لحسابها رغم ان الدولة علمته ببلاش وصرفت عليه ما يتراوح بين 20 الف الي 40 الف جنيه في السنه, طب ما دي حقيقة فعلا والدولة بتصرف كتير جدا علي الكليات العملية بينما هي في الواقع شبه مجانيه للطلبه بس مش دي برضه يا سيادة المسئول مأساه كبرى لما تصرف كل المبالغ دي كل سنه علي الطلبة دول وبعدين تيجي بعد ما يخلصوا تضربهم بالجزمة وتجبرهم بطريقة شبه مباشرة علي الهرب لبرا؟؟؟ اي نوع من الغباء دة ؟؟

موضوع هروب الكفاءات العلمية بواسطه جهاز الطرد المركزي المصري هو بالظبط نفس موضوع الشباب المصري المخلص اخلاص نادر وقل ان يوجد في الزمن دة,لما يكون في ناس مخلصة في حياتها زي دي ايد هتكون مخلصة وامينه في شغلها برضه يبقي مينفعش اشتغل عليهم اعتقالات وتهديد واخليهم يلعنوا اليوم اللي قرروا فيه يتخلوا عن الأنانية وحب الذات للتفكير في الاخر وحمل هموم الوطن لأني لو اشتغلت علي النظام دة ان شاء الله مش هلاقي بعد كدة في مصر غير شعب انتهازي انانى افاق منافق يأكل ويشرب ويتكاثر ويسرق ويسب ويتفرج علي ماتشات الكورة ثم يربي اجيالا اسوأ منه الي ان تنهار مصر وهي بالفعل كانت علي وشك الانهيار قبل الثورة ثم جاءت الثورة واعطت الجميع بريق امل ام بكرة ممكن يكون افضل فبلاش يبقي اول القصيدة كفر وبهدلة للناس المخلصة,والله حرام

الأنسان لو مكنش عايش عشان هدف يبقى مش انسان مش بني ادم,انا بحس انى هيجيلي شلل لما بدخل علي بعض المواقع اليومين دول وبعدين الاقي في صفحة المشاكل واحدة تقول حياتي اتدمرت عشان فلان سابها وراح حب واحدة تانية ولا واحد يقول انه هيموت وبيفكر ينتحر عشان البنات مش بتعجب بيه في الجامعة ومش بتكلمه ولا تجري وراة زي صحابه ! ايه دة ! ايه يا جماعة الانحدار دة!!!!! هي الناس دي عارفة ان في ثورة قامت ؟؟ طب عارفين ان في ناس ماتت وفي ناس فقدت عينها وفي ناس عتقلة لحد دلوقتى ورغم كل الخساير دي الثورة مهددة بالضياع؟؟ الحاجات دي كلها مش بتحرك فيهم اي حاجة ؟؟؟ لا انتم مش انعام بقي دة قران ربنا فعلا معجزة بلاغية لما قال "هم كالانعام بل هم اضل" صدق الله العظيم ,اة والله العظيم بل هم اضل فعلا, يعنى لما انا الاقي في خضم احداث الفترة دي صديقة بتكلمني وبتقولي انها مش عارفة تعمل ايه ومش عارفة تاخد قرار في الشخص اللي كلمها من كام يوم وعايز يتقدم لها ! ايه دة ! يعني ناس بتموت كل يوم ومستقبل اسر بحالها بيضيع عشان بلدهم وانتي بتفكري في معرفش مين اللي عايز ايه ! مكنتش عارفة ارد اقول ايه ,ايه الخرا دة (جملتي الدائمة بعد الثورة وتعتبر واحدى مكتسبات الثورة بالنسبة لي) لحد دلوقتى انا متكلمتش معاها تانى ومش قسوة مني ابدا ولكن انعدام احساس من الأخر تجاه وطنه وبالتالي لا يتوقع مني اي احساس تجاهه طالما الانانية هي الصفة المسيطرة عليه

في ناس كتيييييييييييييرة جد الثورة عريتها وكشفتها علي حقيقتها والحمد لله ان الثورة قامت وشفت كل الناس علي حقيقتها! الواحد كان مخدوع فعلا في ناس كتير وللاسف كان مخدوع في اصدقاء عمر كمان! يا خسارة العمر اللي ضاع مع ناس زي دي الا انه دة اهون بكتير من الناس اللي اتصدمت في شركاء حياتهم ودول للاسف مينفعش يتقالهم مع السلامة ببساطة كدة,انا ليا جيران علي وشك الطلاق الرسمي بسبب مواقفهم المختلفة من الثورة او مثلا الزوج اللي كان بينزل والزوجة معترضة وتقوله واحنا مالنا او تسب الثورة او الثوار والعكس صحيح! يعنى انا مثلا ايام الثورة قبل رحيل المخلوع انت تكفي جملة نقد صغيرة (مجرد نقد) لما يحدث في ميدان التحرير ان تحولني الي بركان مستحيل الأخماد,اذكر مرة كنت متوجهة للميدان صباحا وفي غاية الحماس والتفاؤل وبعدين وانا معدية جنب عبد المنعم رياض وبعدي الشارع تناهى الي مسمعي صوت واحدة واقفة بتتكلم وحواليها ناس وعمالة تكلمهم عن حالها اللي وقف والمحل اللي بتشتغل فيه وقفل وازاي البلد مبقتش امان من البلطجية وانها بتخاف تمشي في الشارع دلوقتى (هو اصلا اعتقد ان الشارع هوا اللي يخاف انها تمشي فيه) المهم وقفت ورجعت وفتحت فيها عالأخر لحد ما ولاد الحلال تكفلوا بفض الخناقة وبعد ما كنت لميت عليها نص الشارع! نظرية الانعام اللي عايشة عشان تاكل وتشرب وتنام وبعدين تموت وتدخل جنهم وبئس المصير

خلاص مش هتكلم تانى في الموضوع دة ويارب تكن الرسالة وصلت ويارب كل واحد يقعد مع نفسه قعدة صفا ويفكر انا عايش ليه ولما هموت ياترى حد هيفتكرنى بحاجة مفيدة عملتها ولا لأ وياترى بعد عشرين تلاتين سنه لما اجي استرجع شريط حياتى واعد علي ايدي كام حاجة عملتها هلاقي حاجة اقولها ولا لأ.